قصة أم الصبيان

1 نوفمبر، 2025 صنعاء القديمة روايات يمنية, مدونة صنعاء

تقول القصة أنه كان هناك امرأة عطفت على يتيمين من الأم (ولد وبنت)، من أجل إنها تكسب حب أبوهم. المهم بعد فترة ضحكت بعطفها على أبو اليتيمين لما تزوج بها (كيد الرجال يهد الجبال و كيد النساء يهد الرجال). ما هي إلا أيام إلا و تحول عطفها على الولدين اليتيمين إلى كره. فافتعلت المكايد من أجل تكرّه الأب في أولاده و استطاعت في الأخير أنها تقنعه انه يتخلص منهم بنقلهم إلى شِعْب معروف بكثرة الذئاب و السباع فيه بنية التخلص من اليتيمين. المهم الأبُ أخذ أولاده إلى إحدى كهوف ذاك الشِعْب، و قال لهم: اجلسوا هنيه و أنا باروح اقضي حاجة و ارجع لكم.
الأب رحل و لم يعد، لكنه ما درى أن روح أمهم ما باتتركهم لحظة. كانت روح أم اليتيمين تتابعهم و تأتي إليهم كل ليلة على شكل طائر أبيض (يشبه البجع) يأكلهم و يحرسهم كل ليلة إلى الصباح و تختفي. عندما كانت تجي كل ليلة إلى عندهم تحرص عليهم أن لا يقولوا لأي شخص كائنا من كان انها تجي إلى عندهم.
المهم بعد كم يوم جاءت الخالة إلى ذلك الجرف الذي حط زوجها ولديه فيه لكي تتأكد من هلاك الأخت و أخيها لكنها تفاجئت عندما أبسرت الولد بخير فسألته عن حاله مع أخته، و قص عليها قدوم الطائر الأبيض كل ليلة.
المهم الخالة بعد سماع القصة حطت باب الكهف -مكان ما يجلس الطائر- شوك خيرات حادات و عندما جاءت روح الأم كعادتها و جلست في مكانها جلست على ذلك الشوك الحاد و حست بقرب نهايتها فقالت لهم: إذا ابسرتوا غدوة سحابة سوداء قبل المغرب فاهربوا من هانا لأنه دليل إني ما عاد باجي.
اليوم الثاني قبل المغرب مجرد ما ابسروا السحابة السوداء هربوا مش دارين إلى أين. إلى أن وصلوا إلى بيت هدم دقوا عليه فأجابتهم عجوز حدباء اسمها (أم الصبيان). المهم العجوز طمنتهم و دخلتهم البيت بنية أكلهم مجرد ما يرقدوا. و كان عند أم الصبيان ولد و بنت بنفس العمر و من أجل ما تغلط بينهم عندما تأكلهم حنت ولديها بالحنا و حنت اليتيمين بضفع بقر.
البنت اليتيمة تنبهت و عندما انشغلت العجوز أخدت اليتيمة الحنا من أرجل عيال أم الصبيان و حنت أرجلها و أرجل اخوها. و الضفع الذي كان في أرجلهم نقلته لأرجل عيال العجوزة. فعندما اطمأنت أم الصبيان أن اليتيمين ناموا قامت فتشممت الجهال و أكلت العيال الذين علمت عليهم بضفع البقر من دون ما تدرى أن البنت اليتيمة قد غيرتها. البنت اليتيمة صحيت عندما كانت تسمع صوت أنين و مضغ أم الصبيان و هي تأكل عيالها فارتعبت و صحت أخوها و هربوا. أم الصبيان تنبهت أول ما هربوا و أدركت أنها أكلت عياها غلط. و لحقتهم من شعب الى شعب إلى أن وصلوا الى عند راعي على راس قضفي. فطلبوا منه انه يساعدهم فمد لهم حبل و رفعهم إلى عنده. أم الصبيان وصلت إلى نفس المكان و كانت تسأل الراعي إذا كان شاف الولدين. الراعي أجابها انه شافهم مشوا من عنده فعرض عليها المساعدة لكن قال لها: لازم تجمعي شوية حطب و تصعدي فوقهن لتوصلي لطرف الحبل القصير الذي مده لها. المهم أم الصبيان جمعت حطب و صعدت قصدها تمسك طرف الحبل الذي مده الراعي. الراعي رمى بالحبل و في نفس الوقت بجمرة نار على الحطب فمبجرد ما اشتعلت النار ترك الحبل و حرقت أم الصبيان.

أمثال شعبية يمنية
من كتاب فنون الأدب الشعبي ل عبدالله البردوني
و كتاب حكايات و أساطير يمنية ل على محمد عبده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *