خاطرة

16 أغسطس، 2025 صنعاء القديمة أمثال شعبية يمنية

قال الحارِثُ بنُ هَمّامٍ: فاتّبعْتُهُ مُوارِياً عنْهُ عِياني. وقَفوْتُ أثرَهُ منْ حيثُ لا يَراني. حتّى انْتَهى إلى مَغارَةٍ. فانْسابَ فيها على غَرارَةٍ. فأمْهَلْتُه ريثَما خلَعَ نعْلَيْهِ. وغسَل رِجلَيْهِ. ثمّ هجَمْتُ علَيهِ. فوجدتُهُ مُشافِناً لتِلْميذٍ. على خبْزِ سَميذٍ. وجَدْيٍ حَنيذٍ. وقُبالَتَهُما خابيةُ نبيذٍ. فقلتُ لهُ: يا هذا أيَكونُ ذاكَ خبرَكَ. وهذا مَخْبَرَكَ؟ فزَفَرَ زفْرَةَ القَيْظِ. وكادَ يتميّزُ منَ الغيْظِ. ولمْ يزَلْ يحَمْلِقُ إليّ. حتّى خِفْتُ أن يسطُوَ عليّ. فلمّا أن خبَتْ نارُهُ. وتَوارَى أُوارُهُ. أنْشَد:

لبِسْتُ الخَميصةَ أبغي الخَبيصَـهْ
وأنْشَبْتُ شِصّيَ في كل شِيصَـه

وصيّرتُ وعْـظـيَ أُحـبـولَةً
أُريغُ القَنيصَ بها والقَـنـيصَـه

وألْجأني الدّهْرُ حتـى ولَـجْـتُ
بلُطْفِ احتِيالي على اللّيثِ عيصَه

على أنّني لـم أهَـبْ صـرفَـهُ
ولا نبَضَتْ لي مِنْـهُ فَـريصَـه

ولا شرَعت بي عـلـى مَـورِدٍ
يُدنّسُ عِرضيَ نفْسٌ حَـريصَـه

ولو أنْصَفَ الدّهرُ في حُكـمِـهِ
لَما ملّكَ الحُكْمَ أهلَ النّقـيصَـه

ثمّ قال ليَ: ادْنُ فكُلْ. وإنْ شِئْتَ فقُم وقُلْ. فالتَفَتّ إلى تِلميذِه وقُلتُ: عزَمْتُ عليْكَ بمَن تستَدفِعُ بهِ الأذى. لتُخْبرَنّي مَنْ ذا. فقال: هذا أبو زيْدٍ السَّروجيُّ سِراجُ الغُرَباء. وتاجُ الأدَباء. فانصرَفْتُ من حيثُ أتيتُ. وقضَيْتُ العجَبَ ممّا رأيْتُ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *