لاقد القلب سالي رقدة الحر حالي

12 يونيو، 2025 صنعاء القديمة أمثال شعبية يمنية

السعادة: رحلة داخلية بين الحكمة والفضيلة

يقال أن السعادة الحقيقية لا تكمن في المباحث العقلية المجردة، ولا في الثروة المادية، ولا في الشهرة الواسعة، ولا في الملذات العابرة، ولا في مكان معين… بل هي في فعل ما يمليه العقل السليم. هذه الفكرة تمس جوهر السعادة؛ فهي ليست مرتبطة بالممتلكات أو الظروف الخارجية، وإنما بالتوافق الداخلي مع المبادئ الأخلاقية والعقلانية التي تعزز العدل والعفة والحرية النفسية.

السعادة بين الفعل والرضا

يتفق الحكماء على أن السعادة تنشأ من الداخل. فكما يُقال: “السعادة لا تحتاج إلى كثير”، بل تكفي ممارسة ما يتوافق مع الفطرة الإنسانية والقيم النبيلة. وهذا الرأي يتلاقى مع القول المأثور الذي يربط السعادة بالحياة القائمة على الحكمة والعدل، حيث “لا يمكن للإنسان أن يعيش بغير راحة” إذا التزم بهذه الأسس.

السعادة وطبيعة العلاقات الإنسانية

لا تكتمل السعادة بمعزل عن الآخرين، فقد قيل أن الشيخوخة السعيدة تتحقق بقلب خالٍ من الضغينة والحسد. كما يُذكر أن السعادة تزدهر حيث يسود الحب والنقاء، بينما يُحذر من أن الحواجز المصطنعة، مثل الكراهية والتعصب، تحول دون الوصول إليها.

مفارقات حول السعادة

ثمة أقوال تقدم مفارقات عميقة، مثل: “السعادة الحقيقية قد تكون في الرضا البسيط وليس في السعي الدائم”. كما يقال إن السعادة تقوم على ثلاثة أركان: “صحة الجسد، وصفاء العقل، وسلامة القلب”، مما يؤكد أن أساسها التوازن الداخلي قبل أي شيء خارجي.

ختامًا: السعادة قرار شخصي

يقال أن “حياتنا الطيبة أو السيئة تعتمد علينا في المقام الأول”. فالسعادة ليست منحة تأتي بالصدفة، بل هي نتيجة اختياراتنا: أن نعيش بكرامة، أن نمنح الحب بصدق، أن نرضى بما لدينا، وأن نتصرف وفق ما يمليه ضميرنا. وكما يقال: “كل إنسان هو صانع سعادته”.فالسعادة، في النهاية، ليست وجهة نصل إليها، بل هي منهج حياة نعيشه يومًا بعد يوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *