قصة وريقة الحناء

1 نوفمبر، 2025 صنعاء القديمة روايات يمنية, مدونة صنعاء

القصة المنتشرة على الإنترنت من 2011- بشكل واسع منقولة نسخ لصق من دون أدنى إشارة إلى من أي كتاب أخذت و من كاتبها ( القصة هي من كتاب حكايات و أساطير يمنية ل على محمد عبده) و اختصارها هي كالتالي:

في زمن بعيد، عاش رجل طيب مع ابنته الجميلة وريقة الحناء بعد وفاة زوجته. تزوج ثانية من امرأة أرملة لديها ابنة تُدعى كرام. كان الأب عادلاً بين الفتاتين، يقسم العمل بينهما بالتساوي: يوماً ترعى وريقة الأغنام وتبقى كرام في البيت، ويوماً العكس. لكن زوجة الأب امتلأ قلبها غيرة من جمال وريقة الحناء ورقتها، فبدأت ترهقها بالعمل لتريح ابنتها كرام الكسولة الفظة.

في كل صباح كانت الفتاتان تخرجان بالرعي، تمران بكوخ عجوز وحيدة تحت شجرة. كانت وريقة الحناء كلما رأت العجوز تقدّم لها جزءاً من فطورها وتقول بود: «كلي من فطوري يا جدّه». فكانت العجوز تدعو لها: «زادكِ الله فوق عقلك عقل». أما كرام فكانت ترد على العجوز بجفاء واحتقار، فتدعو عليها العجوز: «زادك الله فوق جنانك جنان».

وذات مرة، طلبت العجوز من وريقة الحناء مساعدتها في إزالة القمل من شعرها الأشيب فتلبّ الفتاة الطلب برفق وأدب، فتدعو لها العجوز بالخير. أما كرام فكانت تأنف من ذلك وتصرخ: «أنا جئت لرعي الغنم لا لتفتيش رأسك»، فتدعو عليها العجوز بالجنون.

بعد أيام، اختبرت العجوز طيبة الفتاتين على نحو غامض. دلت وريقة الحناء على طريق خلف التل حيث ثلاث برك من الماء، وأوصتها أن لا تغتسل في الأولى التي تغمز لها، بل في الثانية الراكدة. أطاعت الفتاة، فخرجت من الماء مكللة بالذهب والجواهر التي علقت بثيابها، وعادت إلى بيتها مبهورة متلألئة كالشمس. فرح الأب بما نالت، أما زوجته فاشتعلت غيظاً.

في اليوم التالي أرسلت ابنتها كرام لتتبع تعليمات العجوز نفسها. لكنها حين رأت البركة الأولى تلمع وتدعُها، قفزت إليها دون تفكير، فخرجت محاطة بالعقارب والأفاعي التي نهشت جسدها. هرعت إلى البيت تصرخ، وأنقذها الأب بقطع تلك الزواحف بالمقص والصميل، بينما نظر مذهولاً إلى أغنامه الجائعة النحيلة.

ومرت الأيام حتى دُعي أهل القرية جميعاً إلى عرس كبير سيحضره ابن الملك. خافت زوجة الأب من أن تخطف وريقة الحناء الأنظار بجمالها، فحبستها في البيت، وكلفتها بفصل خليط الحبوب وطحنها وتنظيف المنزل كله قبل أن تذهب. جلست وريقة تبكي قَدَرها، حتى ظهرت لها العجوز ثانية. ربتت على كتفها وقالت: «لا تقلقي، سأقوم بكل عملك، اذهبي أنتِ وافرحي». ثم أخرجت من صندوقها ثوباً من الحرير وحليّاً من الماس، وساعدتها على التزين.

ذهبت وريقة الحناء إلى العرس متألقة كأميرة، فبُهِر بها الحاضرون، خصوصاً ابن الملك الذي لم يرفع عينيه عنها. رقصت برشاقة ثم انسحبت قبل أن تُكشف هويتها، لكن حذاءها الأبيض سقط منها عند الباب. التقطه ابن الملك وأقسم أن يتزوج بصاحبته.

في اليوم التالي جال حراس القصر بين بيوت القرية يقيسون الحذاء على أقدام الفتيات. وعندما وصلوا إلى بيت الأب، أخفت زوجته وريقة الحناء في التنور وقدّمت ابنتها كرام بدلاً منها، لكن الحذاء لم يناسبها. تدخلت العجوز وأرشدت ابن الملك إلى التنور، فرأى قدم وريقة الحناء فوجدها المناسبة تماماً. أخرجها من مخبئها، وطلب الزواج منها، فوافقت و وافق الأب فرحاً.

أقيم العرس، واغتاظت زوجة الأب غيظاً شديداً، فقررت الانتقام. أعدّت كرام لتزف بدلاً من وريقة الحناء، وأجبرت الأخيرة على إعداد الطعام للضيوف. لكن العجوز ظهرت مجدداً وأنقذتها بحيلة بارعة: أقنعت كرام أن تذهب إلى المطبخ لتتذوق الطعام، بينما جلست وريقة مكانها بغطاء وجهها. عاد المراوحة ليأخذوا العروس، وعندما كشفت الأم الغطاء وجدت وريقة الحناء مكان ابنتها، أما كرام فكانت قد علق رأسها داخل قدر اللحم! لم تجد الأم وقتاً لتدارك الأمر، فزُفت وريقة إلى ابن الملك وسط الدهشة والدهشة الممزوجة بالهزيمة لخالتها.

عاشت وريقة الحناء في القصر حياة سعيدة مع زوجها، لكن الغيرة تسللت إلى زوجته الأولى التي استعانت بماشطة ساحرة لتحيك مكيدة. أثناء تمشيط شعر وريقة، غرست الماشطة سبع شوكات مسحورة من شجرة الطلح في رأسها، فتحولت إلى “جولبة” وطارت من نافذة القصر.

بحث ابن الملك عنها في كل مكان، ولم يجدها، فاتهم والدها بإخفائها وسجنه ظلماً. أما الجولبة (وريقة الحناء) فظلت تحوم قرب الوادي حيث كان صبي يُدعى البتول يحرث أرض الملك. كانت الجولبة تهبط على شجرة وتناديه:
«يا بتول، يا بتولين، كيف حال الحريوين؟»
فيرد الصبي: «مستريحين مريحين، لكن أبوك بين أرجل الخيلين».

فتبكي الجولبة حتى يهطل المطر، ويعود البتول إلى قريته غارقاً بالدهشة. تكرر الأمر ثلاثة أيام حتى علم ابن الملك، فذهب معه ليتحقق بنفسه. وعندما سمع نداء الجولبة المعتاد، اقترب منها بحذر، وأمسكها بيده، وشعر بأشواك صغيرة في رأسها. بدأ ينزعها واحدة تلو الأخرى حتى عادت الجولبة إلى هيئتها البشرية — وريقة الحناء نفسها تقف أمامه مبللة بالدموع والفرح.

احتضنها ابن الملك وعاد بها إلى القصر، وطرد الماشطة الخائنة وطلّق زوجته الأولى، وأطلق سراح أبيها من السجن، لتعود العدالة إلى نصابها. عاش الجميع بعدها في سعادة وهناء، وأصبحت قصة وريقة الحناء رمزاً للحكمة، واللطف، والإيمان بأن الخير الصادق، وإن تعثر، لا بد أن ينتصر في النهاية.ب وريقة الحناء وأكرمه وعاش مع وريقة الحناء في سعادة وهناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *